;نظرة على أيام شاب بقلمي

نظرة علاء في اول سن الشباب

جَلسَ علاء يرقبُ التلفاز بإهتمام واضح ويتابع كُلّ حركة

تصدر عن الشخصيات التي يتابعها،

دخلت أمه عليه نادته ولكنه لم يسمع لها خرجت وهي تندب حظها مع ابنها هذا،،

لكنها عادت بعد نصف ساعة تقريباً فوجدت ابنها في نفس الوضعية لم يتحرك قيد أنملة،،

فضاقت ذرعاً بِهِ

وصرخت:علااااااء يا ولد هيا قوم لتساعدني قليلاً ثم كفاك جلوساً

هكذا عيونك ذابت من كُثرِ مُتابعة التِلفاز يا فتى!!

تأفف علاء في سره ثم وقف يقول لوالدته:أماه أني أتابع المباراة أرجوكِ لا
أستطيع أن أتركها الأن فقد أوشكت على الإنتهاء وفريقي في وضع حرج وعلي أن
أرقب كل شيء وأشاهد النتيجة.

ردت الأم بعصبية:جميل جداً سيد علاء أنت تجلس هُنا لا عمل لك سوى
متابعة هؤلاء المجانين الذين يركضون خلف كرة صغيرة وأنا مرمية في المطبخ
أنتظرك كي تحن علي وتحضر لي ما أحتاج من أغراض!!

أجابها علا بغيظ:أمي أولاً هم ليسوا مجانين بل يمارسون رياضة،ثانياً أنا مازلتُ صغيـ...

قاطعته أمه بغضب:هيا أتحفني بأسطوانتك اليومية عن أنك صغير ولا تستطيع ولا
تقدر رغم أنك قادر على القيام بكل ما تريده،علاء لقد أصبح عُمرك عشر سنين
صحيح أنك لست كبير ولكنك لست صغير وعلى قدر كاف من الوعي الذي يسمح لك أن
تذهب لنهاية الحي وتحضر لي أغراض من عند البقال و..

الله أكبر...الله أكبر...غووووووول

نظرت الأم بذهول لابنها الذي نطق بِتلك الكلمات وهي
مازلت تتكلم وتفهمه ما تريد منه، واكتشفت أنه لم يستمع لأي من كلامها وها
هو الأن يقفز أمامها كالقِردة التي أضاعت شيئاً!!

علاااااااء أعتقد أن هذا كافي احتملت عدم طاعتك لأوامري و لا مبالاتك
الغير طبيعية ولكن إلى هُنا ويكفي أنت ممنوع من مشاهدة التلفاز لمدة
أسبوعين.

بعد هذه الكلمات الغاضبة خرجت أم علاء من غرفة ابنها وصفقت الباب
خلفها بقوة، ولكنها ما لبثت أن عادت تفتحه بعد دقائق وقطعت سلك التلفاز
وأخذته معها وخرجت مرة أخرى.

كان علاء يقف مذهولاً ومتضايقاً مِما حدث كيف؟؟كيف سيبقى طِوال هذه المدة
بلا تلفاز كم من مباراة ستفوته وكم من برامج لن يستطيع متابعتها!!

خرج من غرفته وبقي يتحايل على أمه ولكنها لم تستمع له ونهرته وجعلته يعود
لغرفته، فجلس هُناك يبكي ويندب حظه ويفكر كيف سيقف جميع أصحابه يتحدثون عن
المباراة وسيكون هو الوحيد بينهم الذي لا يفهم شيئاً.

مضت الأيام بطيئة جداً وأم علاء تراقب ولدها وتلاحظ
حزنه ولكنها لم تتراجع عن قرارها فهي تعلم أضرار التلفاز ومتابعته
الدائمة، كما أن علاء وصل لمرحلة كبيرة من عدم المبالاة لقرارات أهله
وعليه أن يتعلم من أخطائه.

وهي في تفكيرها هذا جاء علاء من خلفها واقترب منها ثم استجمع
شجاعته ونطق قائلاً:أمي أنا متأسف معكِ حق بما فعلتي أنا لم أعد ابناً
جيداً بل أصبحت أخالف أوامركِ وأتجاهلها وأجعل حياتي كلها متمحورة حول شيء
تافه،ولكنني أحبه وأرغب في متابعته فلا تحرميني هذا وسأكون أنا حافظاً
لهذا المعروف منكِ يا أماه وأنفذ أوامركِ عن طيب خاطر لأن هذا واجبي سواء
جعلتني أتابع ما أرغب فيه أم لا.

نظرت أم علاء بحنية لطفلها وقالت:بُني لا يهمني من
هذا كله سوى أن تعلم أنني لا أفعل شيء لأضايقك بل كل ما أفعله لمصلحتك
لِذا أرجو أن تكون صادقاً بكلامك،وأنا من جهتي سأعيد وصل التلفاز ولكني
أحذرك إن وجدتُ أي إهمال في واجباتك سواء المنزلية أي تجاهنا نحن أهلك أو
المدرسية فسيعود العقاب سارياً كما الأن وسأحرمك لمدة أطول من متابعة
التلفاز مفهوم؟؟

قفز علاء بفرحة وأجب:مفهوم يا أمي مفهوم بكل تأكيد.

تابعته أمهُ بنظراتها الدافئة وهو يقفز ثم احتضنته بيديها وصعدت معه لغرفته كي تساعده على إعادة وصل التلفاز.

النهاية ...

ما رأيكم إخواني بالقصة من كل أطرافها