كان
كل هذفها في الحياة ان تنساه..ان تنسلخ من هذا الالم الذي يعاودها كلما
انتابتها مشاعر الحنين..ألم عميق ..شروخ تنزف في روحها التي رفرفت عاليا
بحبه..تتساءل ..هل عليها مصارحته بالحقيقة؟؟ اتواجهه بما تعرف ام تتركه
يكمل مسريحته في الحب؟؟؟ وماذا لو كان يحبها فعلا؟؟ وكان اخفاؤه لحقيقة
زواجه خوفا من هجرانها ؟؟؟
يا
الاهي يقتلها الحزن...يمزق جسدها الحنين ..لو تستطيع ان تنتزع هذا القلب
من بين ضلوعها..لو فقط تستطيع ان تمحو ذكراه الجميلة من نسيج ما تجتره
يوميا من ذكريات وردية رائعة.......
الحل
السريع كان هو غيابها في كل المحاضرات المتبقية..لكن ماذا ستفعل في
الامتحان الشفوي في مادة الاعلاميات والذي من المفروض ان تجتازه
غدا..تتقلب وتتقلب في فراشها..ما عاد الفراش وثيرا..ما عاد الاكل بنكهته
الطيبة..ما عاد للحياة طعم..عل الموت اريح...افكار شيطانية تراودها..وفجأة
تنير زميلتها في الغرفة النور..تجلس القرفصاء فوق سريرها..تخاطبها بلهجة
حادة..
-اما ان تريحي قلبك المشتعل ..وتتركينني انام او تعالي نخرج للحديقة...
البرد يلسع جلودهما الرطبة دعتها صديقتها الى لعبتها المفضلة
مدعية
انها ستنسيها كل همومها في دقيقة...اتجهتا نحو الهاتف العمومي المثبت قرب
كافيتريا الحي الجامعي المحاط بسور عال واجمل ما في الحي الحدائق
الاندلسية التي تضم كل انواع الزهور والورود بكل الالوان والاحجام ..اما
طير الحمام فكان هديله هو الصوت الاثير الذي تستيقظ عليه كل
صباح....اقتربتا من الهاتف.. قالتهاجر..
- لم نخرج معنا دراهم..
اجابتها الصديقة...
-ولماذا
اليست المكالمة للمطافئ والشرطة مجانية؟؟؟..ابتسمت ابتسامة خبيثة ..فهمت
هاجر قصدها ..وجلست تتابع مكالمات صديقتها وهي تدعي مرة انها في عمارة
تحترق ومرة ان زوجها سرق منها مالها وهرب..... مكالمات عادة ماكانت تنتهي
بالسماعة في اذنها وهي تسمع شتمات رجال الحراسة يصبونها بغضب في
الهاتف...عادتا الى الغرفة وقد انهكهما الضحك ...فنامتا نوما عميقا حتى
الصباح